Tuesday, December 6, 2011

لقد جاوز الحزام الطبيين يا أحمد بن سعيد




يا قابوس أو بلغ بك الأمر بأن تأمر زعرانك بالإعتداء على بنات عمان وحرائر العرب؟
يا قابوس أو شط بك غرورك كل هذا المدى لأن تأمرهم بالإعتداء على الماجدات العمانيات؟
يا قابوس أو هانت عليك عروبتك لأن تنحدر إلى هذا المستوى من السادية الوحشية بأن ترفع أيدي رجال أمنك على ذوات الأساور؟
يا قابوس أو بلغت بك عنجهيتك ودكتاتوريتك هذا المبلغ؟ إذا أي والله لقد جاوز الحزام الطبيين ورب الكعبة.

أين الرجولة والمرؤة والشهامة يا من سولت لكم أنفسكم طاعة كبيركم في ضرب بنات العرب، قاتلكم الله يا عيبة أهل عمان، أخزاكم الله يا إمعات السلطان وصعاليك القصور، شاهت وجوهكم  إن كان قد بقت لكم وجوه بعد فعلتكم الرعناء ؟

أين ما زعمت يا قابوس من حقوق المرأة، وأين ما أشعت من تعظيم المرأة، وأين ما كفلته قوانينك من حقوق الإنسان، أين كل هذا من قاموس تصرفاتك يا قابوس؟

لقد سقطت من أعيننا يا قابوس وبلا رجعة أي والله بلا رجعة!

ليت دولتكم وحكومتكم كما كانت دولة بعض سلفك، التي قال قيها السالمي:
ما كنت أحسب أن يمتد بي زمني      حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
وليت دولتكم دولة أوغاد وسفل فقط، بل هي دولة أرجاس وأوباش، ومنحطين وسافلين، وحكومة نخرها الفساد نخرا حتى أنه لو قيل للفساد ما نسبك لقال سلطاني عماني.

وكما يبدو فإن غرور الحكم المطلق، قد سول لنفسك كل هذا الصلف والإستبداد وكل هذه العنجهية العمياء والدكتاتورية الرعناء، فأنستك أن بعمان ما يزال رجال أحرار أيناء أحرار كرام وحرائر كريمات، وأنستك ما قال شاعرنا الغشري [الطويل]:

ويا عجبَا من ظالمٍ رامَ نصرةً       فهيهاتَ هذا من ظلومٍ مُخَاتِلِ
فمن كان مِنَّا راضعاً دُرَّ حُرَّةٍ       يشمِّرُ عن ساقٍ لإخمادِ باطلِ
ونصرةِ دين اللهِ يَبذُل نفسه       كذا ما لُه يَلْقَى غداً خيرَ نائِلِ
فيا ربِّ فابعثْ ثلة أيَّ ثُلَّةٍ       رجالاً يقوموا بالقَنا والقنابل
لإظهار دين الله إنَّ قلوبَهُمْ       على كل جَبَّارٍ كصَلْدِ الجنادِلِ

أي والله يا قابوس من كان منا راضعا در حرة  فلن يقف بعد اليوم دون الحرية والعدالة، لن يقف دون سحق الظلم ورؤسه من هذه البلاد.

اعلم أن كل أهل عمان من أحرار موتورون اليوم بما سولت لكم أنفسكم فعله في الكريمات العمانيات؟
وَما طالِبُ الأَوتارِ إِلّا اِبنُ حُرَّةٍ       طَويلُ نَجادِ السَيفِ عاري الأَشاجِعِ

لم يبق لديك يا قابوس إلا فرصة واحدة أخيرة  تصحح بها المسار وتأمن بها عدم خراب الدار قبل أن تغدو غدا وحالك كذو "ولات ساعة مندم".

اعدل يا قابوس. اعتذر للشعب يا قابوس.أطع الشعب فيما يريد. أخرج جميع معتقلي الكلمة والرأي الحق.  واجعل السلطة في يد الشعب لينظر يعذرك ويجلّك ويبقيك أم يعزلك ويستغني عنك. وآخر الكلام  أنه لا سلام على من رفع يده على امرأة يا أحمد بن سعيد.

أخواتي العمانيات العزيزات الكريمات:
إلى هنا وانتهى دوركن في الخروج للمطالبة بالحقوق، فاعتزلن الميادين ويكفي دعمكن للشباب الأحرار ونضالكن بالكلمة الحرة والرأي الصائب في العالم الواقعي أو الإفتراضي. فإنه يصعب علينا أن نجدكن ضحايا لقمع هذه السلطة الشمولية،  التي أعمتها سياسة إرهاب الشعب فلم تعد تفرق بين رجل وامرأة وسليم ومعاق وصغير وكبير في الإعتداء والضرب. 

Sunday, December 4, 2011

الطاغية إما سابــق وإما لاحــق

روي أن رجلاً قدّم ابناً له إلى القاضي فقال: أصلح الله القاضي، إن هذا ابني يشرب الخمر ولا يصلي، فقال له القاضي: ما تقول يا غلام فيما حكاه أبوك عنك؟ قال: يقول غير الصحيح إني أصلي ولا أشر الخمر، فقال أبوه: أصلح الله القاضي أتكون
صلاة بلا قراءة؟ فقال القاضي: يا غلام تقرأ شيئاً من القرآن؟ قال: نعم وأجيد القراءة، قال: اقرأ، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم: [مجزوء الكامل]
علق القلب ربابا  ----  بعدما شابت وشابا
إن دين الله حق -------- لا أرى فيه ارتيابا
فقال أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا. فقال القاضي: قبحكم الله، أحدكما يقرأ كتاب الله ولا يعمل به.


يظن بعض الطغاة العرب الباقون والذين ما زالوا لشعوبهم قامعون أنهم في منأى عن السقوط والرمي بهم في مزابل التأريخ، وما هذا إلا لسخافة عقولهم الطرية وغرورهم بما لديهم من أتباع وحمير واعتقادهم أن الغرب في جهتهم وسيحميهم وسيمنع شعوبهم من أن تثور ضدهم.
وهذا هو عين العمى عن الحقيقة والنأي إلى الوهم عن الواقع الذي أثبت للجميع أن الطغاة إما سابقون وإما لاحقون، ولا استثناء في ذلك أبدا، وحتى التأريخ لا يحكي غير هذا عن الطغاة.
ومن سخافة بعض هؤلاء الطغاة أنهم ما زالوا يرددون" بلدنا الفلاني غير" ، وهي عين المقولة التي رددها كل الساقطون بعد كبير السارقين وإمام الساقطين ابن علي زين الهاربين.
وما أن تدق الثورات أبواب قصور هؤلاء الحكام حتى يسارعوا للهرب والإختباء وبعض الإختباء أهون من بعض، فبعضهم حماه العسكر، وآخرون ذهبوا للإستنجاد بطغاة آخرين من نفس طينتهم منهم من مكث ومنهم من عاد، وبعضهم أخذ بالمقولة المعتادة " علي وعلى أعدائي" يريد بذلك تخريب وطنه أكثر مما خربه وحطمه من قبل، وهو يؤمن بحتمية سقوطه أكثر من أي أحد آخر. فمنهم من نفق علنا أمام الملأ وهو يتوسل للشعب الذي كان يسومه سؤ العذاب ولكن هيهات هيهات بعد الطالب والمطلوب.
وماذا عن أولئك الذين يقطّرون على شعوبهم جرعات الإصلاحات المزعومة خوفا من المصير ذاته، ولا يلتفتوا بسبب حماقتهم للحقيقة والتي هي أن زوالهم ونظامهم هو الإصلاح الذي تتطلع إليه الشعوب؟
هؤلاء هم الطغاة اللاحقون في سلسلة التساقط، وهؤلاء سيكون سقوطهم أشد من سقوط الذين قبلهم، فالشعوب تدرك أن الخداع ما هو إلا محاولة التفاف على مطالب الشعوب وهذا ما لا يطيقه أي شعب "الخداع والتسويف".
نيلسون مانديلا يقول: " الحرية لا تعطى على جرعات فالمرء إما أن يكون حرا أولا يكون".  فهل يا ترى هؤلاء الطغاة والخليجيون منهم خصوصا لا يدركون هذا؟
وهل يا ترى أولئك المزمرون واللاعقون للأحذية لا يدركون أنهم يلعقون الحذاء الخاطيء؟
العرب جميعا والعمانيون خصوصا أصبحوا يدركون وهم الذين كانت مطالبهم في أغلبها ماديّة أصبحوا يدركون أن تحقيق المطالب المادية لن يتأتّى بصورة مستمرة وواضحة إلا بتحقيق المطالب السياسية.
يعني لو أن حزمة القرارات القابوسية التي صدرت مؤخرا بداية من آذار صدرت الآن والشعب مثلا ما يزال في الشوارع والميادين معتصما ومتظاهرا، لما أقنعت تلك القرارات والحيل أفراد الشعب ولظل متظاهرا في الميادين حتى لو قمع وأرهب.
ورغم أن هذا الإيمان بأن لب المشكلة يتمثل في النظام السياسي كان موجود لدى الكثيرين الذي حذروا الشعب من السكوت والإنخداع بالقرارات السلطانية لكن هذه الفكرة الآن ترسخت وانتشرت بشكل أكبر بكثير جدا من قبل وهذا ما سيضمن لثورات أوانتفاضات المستقبل الإستمرارية.
ومما يغذي الإيمان بفكرة وجوب اقتلاع النظام السلطاني هو هذه التخبطات المستمرة والأخطاء الغبية الشديدة الحماقة؛ فلو كنت مكان هذا النظام محاصر بشعب ينتظر ويتطلع ومستعد للإنتفاض مجددا لفعلت كل ما بوسعي لتجنب أبسط خطأ يمكن أن يُحيي هذا الشعور، لكن يبدو أن النظام لدينـا في غاية الغبـاء والغرور لدرجة تجعل السلطان منشغلا بمشاريعه الثقافية والموسيقية المعادية لغالبية الشعب، ومشاريعه العسكرية النسائية والمظلية المعادية والمستفزة لأفراد الجيش.
ووسط كل هذا ما تزال العاصمة العمانية تعاني من سؤ التخطيط وتفتقر لأبسط مقومات إدارة البنى التحتية فضلا عن إدارة الكوارث أو التعامل معها، وهي التي تضم أفضل الخدمات والبنى الأساسية في السلطنة قاطبة؛ فما بالك ببقية المدن أو ما بالك بحال القرى والتجمعات السكانية النائية والبعيدة ن المدن، حيث لا يزال الكثير من العمانيين يعيشون في بيوت السعف أو خيام الوبر هذا إن لم يعيشوا في الكهوف والمغارات كما هو الحال في كثير من المناطق الجبلية، وما تزال المصائب والكوارث الإقتصادية والمالية تعصف بعموم الشعب العماني، الذي لا شغل له اليوم إلا التطلع لما يوقف هذا البؤس المعيشي الذي يحياه، أو يجد حماية لموارده وثرواته من أن تسرق من قبل بعض المتنفذين في قيادات الحكومة. وكل ما فعله النظام السلطاني منذ آذار وحتى اليوم كردة فعل للإحتجاجات والمظاهرات هو القمع والخداع والتسويف لا غير!


وتتجلى حقيقة الخداع التي يقوم بها النظام السلطاني بصورة واضحة مع الزمن ومع استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن، فالشعب ينظر إلى المحيط الخليجي الذي حقق له حكامه الكثير من مطالبه المعيشية والماديّة بصورة نوعية وكبيرة جدا فالحزم المالية والإقتصادية التي تصب في خدمة المواطن هناك كبيرة لدرجة تجعل الغالبية تصمت عن حقوقها السياسية لمدة طويلة، أمّا في عمان حيث لا حديث مؤخرا إلا عن التحسينات المعيشية الأخيرة في الجارة الإمارات والتي لا تجعل العماني إلا ناقما وساخطا على نظامه وسياسة حكومته الفاشلة؛ فما يزال الكثير ينتظر الوعود القابوسية والإصلاحات الإقتصادية المزعومة التي لم تأتي، وقد بلغت الحلقوم لدى الكثير الكثير ممن كان ساكتا وراضيا ومنتظراً.
وأقول للشعب إن الحكومة أيها الناس لن تكف عن الخداع والتحايل والتسويف وحتى لو قدمت لكم بعض التحسينات المعيشية فإنها تخدعكم وستسرق ما تعطيكم من حيث لا تعلمون، لذا لا حل حقيقي للمشكلة الإقتصادية في عمان إلا الحلّ السياسي وهو إما تغيير النظام السياسي القائم برضى من النظام الحالي وبطريقة سلمية، وإما بإسقاط النظام القائم وإقامة نظام سياسي سلميا أيضا.
الحلول في الفقرة الأخيرة ستكون موضوع التدوينة القادمة لأطمئن الشعب أن دعاة التغيير العمانيين لديهم نظرة سياسية ثاقبة لدعوتهم ونظريتهم التغييرية والإصلاحية غير منفصلة نظريا أو ليست بمعزل عن الربيع العربي.

Sunday, November 20, 2011

النظام السلطاني يخسر جولة أخرى لصالح الشعب

أصبحت أكثر ثقة بأن الشعب العماني ولو كان بطيئاَ في سيره نحو الحرية لكنه حتما سيصل إليها في النهاية.

في العام الفائت وفي ذروة أمجاد السلطة القابوسية قام الأمن بإخراج آلاف المواطنين في مسيرات ولاء لقابوس، وعم التطبيل والتزمير أرجاء عمان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ولم تسمع تلك الفترة شيئا في وسائل الإعلام الحكومية والتابعة للحكومة سوى قابوس وقابوس والسلطان المفدى والمقام السامي مقرونة بعبارات التقديس والتمجيد والثناء، يرددها الناس بعد أن غسلت أدمغتهم من هول المدّ الإعلامي القابوسي والتجنيد والفبركة الأمنية.
ويـــا سبحان الله مقلّب الأمور ومغيّر الأحوال؛  فاليوم تحاول جاهدا أن ترى بعينك ولو جمع بسيط أو جزء يسير من أولئك الألوف المؤلفة التي أخرجها الأمن للتزمير لقابوس ونظامه السلطاني!
تحاول جاهدا أن ترى في الشوارع صور لقابوس على المركبات والسيارات فلا تجد مثل تلك الأعداد الكبيرة في الأعوام السابقة وخصوصا العام الفائت!
وأين أصحاب البيوت التي رفعوا فيها الأعلام والصور في نوفمبر من العام الفائت؟ أين هم هذا العام؟؟
لقد بات واضحا أن الناس في عمان قد سئمت هذا العهر الثقافي التزميري والإستهلاك المجحف للمال العام، وقبله سئمت هذا النظام الفاسد الفاشل وأضحت أكثر شجاعة في التعبير عن رأيها ورفضها لهذه الأمور التطبيلية المتخلفة.
ويوما بعد يوم يتضح لكل مراقب للوضع العماني أن الشعب العماني في طريقه لثورة عارمة ضد النظام الحاكم لأنه أدرك أن الورم السرطاني الخبيث الذي ينهش الجسم العماني ليست عمليات الجراحة والترقيع ما سيعالجه؛ بل أدرك أن الورم السرطاني لا علاج له إلا الإستئصال والبتر.


Wednesday, November 2, 2011

بين خطاب قـابـوس وخطـاب حمد،،، بون شــاسع

في نفس اليوم الذي كان فيه قـابوس يلقي كلمته أمام مجلس عمان ال.... كان أمير قطر يلقي كلمته هو الآخر أمام مجلس الشورى القطري،،، وشتـــان ما بين الخطابين.
وهنـا لا أمدح قطر أو أميرهـا ولكن:
قطر لم تمر بما مرت به سلطنة قابوس الفترة الأخيرة
قطر اقتصادها من أفضل خمسة اقتصادات - إن صحة الكلمة- في العالم
معدل دخل الفرد في قطر يعد من ضمن الأعلى على مستوى العالم
في قطر لا توجد بطالة وشباب عاطل كظاهرة
في قطر توجد الجزيرة الصوت الإعلامي الحر وهي ممولها والتي تحصد أزمات سياسية بسببها مع دكتاتوريات العالم العربي المتنوعة
ومع ذلك يأتي خطــاب "حمد" مليئا بالمعطيات والتفاصيل والأمور المهمة وبشائر الخير البرلمانية والدستورية؛ فلم ينتظر الرجل أن يقول له الشعب بطريقته الخاصة ذلك، وقد كان شفافا في خطابه أمام الشعب لأبعد الحدود.




وفي الجانب المقابل في سلطنة عمان:
حيث مرت السلطنة مؤخرا بانتفاضة شعبية تطالب بإصلاح النظام ووقف سياسة الفساد والإفساد المنظمة والإنتفاضة لم تنتهي فعليا
وحيث الإقتصاد الأسوأ خليجيا والأدمر شعبيا
وحيث معدل دخل الفرد الأسوأ خليجيا
وحيث ربع مليون عماني عاطل عن العمل
وحيث لا وجود لحرية تعبير عن الرأي ولا إعلام رسمي غير منحط وفاسد ومتخلّف
وحيث يتجلى الإنبطاح أمام الإرادة والإمبريالية الغربية في أبهى صوره الثقافية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية
وحيث مشاكل وبلاوي ومصائب من كل شكل ولون لا تتخيل
وحيث كان الجميع يتمنى وينتظر أن يقول السلطان شيئا ذي فائدة ولكن،،،
جاء خطابـا واهيا خاليا من المضمون ومخيبا لكل الآمال والتوقعات بل ومهددا كل من يطالب بالحرية والإصلاح وداعما ومؤيدا للأمن والمخابرات في قمع الشعب.

فماذا عساي أن أقــول ؟؟؟؟؟؟

تم تحديث تدوينة صور من الثورة الليبية- العمليات العسكرية للمرة الأخيرة

استعرضت في تدوية الثورة الليبية في صور - العمليات العسكرية مجموعة مميزة من الصور التي تجسدت فيها بعض التفاصيل التي بتقديري رأيتها مهمة من ناحية ما عبرت عن تلك الأهمية في التعليق الموجود أسفل كل صورة.

وهنا وبشكل منفصل أفضل صورة وجدتها وأعجبتني من بين كم هائل من الصور وليست فقط تلك الصور الموجودة في المدونة وها هي الصورة ولن أعلق عليها:


Wednesday, October 19, 2011

فألقت عصاها واستقر بهـا النـوى

قيل لأشعب: أنت شيخ كبير، فهل رويت شيئاً من الحديث ؟ قال: بلى! حدثني عكرمة عن ابن عباس، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، أنه قال: خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة.  ثم سكت فقيل: وما هما ؟ قال: نسيت أنا واحدة، ونسى عكرمه الأخرى.
ما أكثر ما قيل وما كتب هنا وهناك تارة مع،  وأخرى ضد،  وبعدها مع الضد وضد المع وأحيانا قليلة في الحياد.
ما أكثر ما كتب من سب وشتم وقذف وهتك للأعراض كتابيا وفكريا – وبالمناسبة كان يتوقع صدور فتوى من الأزهر تجيز هتك العرض تحت إكراه الشيطان وذلك قبل سقوط نظام فرعون الصغير-  وكان هذا سيكون نوع من صون العرض الإفتراضي -.
 ما أكثر ما كشف من عورات رقيقة ومغلظة لأجهزة الدولة وأعيانها - لا تسألوني عن الجنس -  وما أكثر ما مُسح بالجرائد المحلية والتلفزيون الملوّن الأرض حتى أنها أي الأرض الممسوحة وفي رواية المسحول فيها، قد صقلت تماما من كثرة  هذا المسح أو السحل، وما أكثر ما تأفف هؤلاء الكتاب وقراءهم من الوضع العربي ومن الحكومات العربية والحكّام العرب وانتخابات 99.99% والتدخل الإيراني والأمريكي وجرائم إسرائيل بل  إن البعض وعندما بدأت عضلاته بالبروز بدأ يتحدث عن الإنحباس الحراري والتلوث البيئي ومشاكل الطاقة والحيوانات المهددة بالإنقراض من الباندا حتى أبو بريص، وكل شيء.
 كل شيء لم يسلم من هذه الألسنة  الحداد وكتابات كثرة الأدب التي لم تكدرها كل دلاء هذه الهجمات فتارة تشتد جذوتها وتارة تخبو نارها حسب الظروف الغذائية للحرية والثقافة في بلدنا  وضمير عملاء الأمن الذين استغفر الله إلا من عداوتهم.
معاذ الله أني بهذا الكلام المشبوه  أعلن التوبة عن مناصرة الحق – قيل لأعرابي أيسرك أن تدخل الجنة ولا تسيء إلى من أساء إليك قال لا، بل يسرني أن أدرك الثأر وأدخل مع فرعون النار-  وكما قد يفهمني أحدكم مما قلت ولكني أريد بهذا شيء آخر أنا شارحه لكم الآن.
نحن العمانيون تصدق علينا وكأي شعب آخر أوصاف كثيرة ولكننا حتما وخصوصا كوننا عربا مررنا مؤخرا بظروف ما، نستطيع تقليل هذه الأوصاف إلى عدد أقل باختزال الصغرى في الكبرى أعني بأن الأوصاف السمان عدديا ستقضي على الهزال عدديا.
وقبل الغوص رأسا في تلابيب الموضوع أريد أن أؤكد أن هذا ليس جلدا للذات، بل هو تقريع للضمير ليصحو، وللإنتباه للحال العسير والتنبه للشر المستطير.



مثال: هذان الوصفان التاليان أحدهما سيمحو الآخر بلا أية مقاومة تذكر من الوصف الآخر: فلو قلت العمانيون شجعان وقلت العمانيون جبناء.
 هذا وصفان متناقضان قطبيا وجمعهما بوجود أغلبية عددية كبيرة لأحدهما سيبعث بالآخر إلى قعر الجحيم والذي هو كما أعلم –افتراضا-أنا الغبي-يقينا- وأنتم الأغبياء-افتراضا- أن وصف الجبن هو الذي سيطغى على الشجاعة عدديا  وبالتالي سنخرج من هذا أن العمانيين جبناء! طبعا هذا مثال افتراضي وأنا أفضل بأن احتفظ بالنتيجة لنفسي.
وكذلك هناك أوصاف تأكل أوصاف أخرى في نفس اتجاهها القطبي والآكل هو الأسمن طبعا أو الأكثر تمثيلا عدديا والمأكول هن العجاف أقصد الهزيل عدديا رغم أن النتيجة تمثل الطرفين كون عنصريها من نفس الإتجاه!
وكمثال: لو قلت أن العمانيين أغبياء وأن العمانيين مع ذلك حمقى وأردت جمع الوصفين بسبب تجاورهما الإصطلاحي فبرأيكم أي الإصطلاحين سيتغذى بالآخر ليخرج عدديا أكبر؟ أترك لخيالكم غير الخصب وربما الغاضب قليلا توقع الإجابة رغم أني شخصيا  لم أستطع تخيل الإجابة لسبب بسيط هو أنني مثلكم ....... .
أين اتجه بكم أيها العميان الذين تقرأوون هذا؟
أتجه بكم – وهذه المرة الأولى التي أخبر فيها بما سيكون في تاريخي الكتابي إلى : التقييم الإستقطابي لسيكولوجيا الذات العمانية.
أعلم أنكم تلعنون الوقت الذي مكثتم تقرأون فيه هذا كله لحد "العمانية" وأعلم أنكم تلعنوني لعنا قبيحا وتشتموني في ضمائركم شتما شنيعا وتفكرون في الإنسحاب من إكمال القراءة ولكن إن كنتم بلغتم "بلغتم" هذه فلن تتوقفون.
 أحب إغاضة قرائي لا لشيء سوى لذات المتعة الشيطانية التي تعتري السفسطائيين عندما يناظرون الفلاسفة-  أنتم غاضبون أليس كذلك من هذه السفسطة الرخيصة ؟ لا بأس أنا ما أعودها مرة ثانية إلا على الحمقى.
المشروع:  " وألقت عصاها واستقر بها النوى" الذي أدعو إليه  هو أن نخرج بأقصى قدر من الفائدة من تجربتنا الأخيرة، بعد تقييم هذه التجربة وقبلها تقييم ذواتنا ونفوسنا على إنفراد، وفي النهاية بوصف عام لتوجه العمانيين من بين كل ما يخطر على البال في الفترة الحالية: "مهزومين" " منصورين"   "أنبياء" "زنادقة" "حلويييين"  "ملائكة" " آلهة" " أغبياء" "م......"  الخ . الحرية مفتوحة لما قبل السماء فقط.         
ولماذا وكيف هذا أيها الأحمق ؟
لكي نقيّم أنفسنا من خلال أنفسنا وبالتالي نرى الوضع بعيدا عن التشابكات والتداخلات والإختلافات والتناقضات و........  
لماذا، مرة أخرى؟
لأن علينا الإعتراف جميعا سادة أحرار أرادوا التغيير وعبيدا للسلطان وقفوا ضد التغيير علينا الإعتراف جميعا أن حراكنا السلمي والإصلاحي قد وئد.
وهذا المشروع يمكن أن يكون فرديا يعني الشخص يقيم نفسه ومن حوله  كل يوم وكل حين وكل مرة حسب مزاجه ووضعه وفلوسه وتقدير مديره وخلق زوجته وخلاعة زميلته في العمل وسفولية ابنه المراهق و مهنية طبيبه النفسي- إذا كان هناك معيار لا ينطبق عليك فليس بالضرورة أن تكون مدنيا مسقطيا- ....الخ يقيّم الوضع على أساس اعتقاده الشخصي ويخرج بنتيجة يومية أو اسبوعية أو شهرية ثم يخرج بالوصف السائد أو الأوصاف السائدة على العمانيين والتي تسببت أو أودت بهم إلى هذا الحال وبمسيرهم من الإصلاح إلى التخبط.
والحال قد ينسحب أيضا على المجموعات وهنا النتيجة تكون أكثر قربا إلى الحقيقة وكلما كبر العدد وصلنا إلى النتيجة النهائية المخيفة!!! – ولا أعتقد شخصيا أنها مخيفة جدا لأنني بدأت بالتأقلم مع كوني من ضمن من ينطبق عليهم ذلك الوصف-.

وفي النهاية خبرنا ماذا تريد أن تقول؟
ما أريد أن أقول أننا لو جئنا إلى هذا التقييم لوجدنا أننا نحن العمانيون يجب أن نبدأ بأنفسنا ذواتنا عقولنا أفكارنا ننقدها ونعيد بناءها وصدقوني نفوسنا وذواتنا مهدمة ووعينا السياسي والثقافي والقومي والأممي الإنساني مهشم وفي حالة يبكي عليها العدو – شخصيا كل ما وضعت حصاة في بناء ذاتي سقطت حصاتان ومن نفس الإتجاه !!
فلنلتفت إلى ذواتنا نبنيها ونهذبها ونثقفها بوعي سياسي ناضج مستلهمين تجارب إخوتنا العرب الذين نجحوا في ثوراتهم أو أولئك الذين هم في الطريق إلى النجاح.
وبعدها إذا ما استطعنا فعل  ذلك – وأتمنى أن لا يحدث  فشل جماعي شامل - سنتبين موقعنا جيدا أيها الإخوان وسترون كم إننا لأنفسنا ظالمون في ظل هذا القمع الثقافي  والسياسي والسيكولوجي الذي تمارسه علينا السلطة ونمارسه نحن على أنفسنا وعلى من حولنا.
وبعدها نتجه إلى عائلاتنا وأسرنا ومنها إلى قبائلنا وأصدقائنا الفيسبوكيين والتويتريين المغردين ومجتمعاتنا الصغيرة ومدننا وهكذا تتسع دائرة التقويم ما بعد التقييم حتى تطال أبو بريص ذاته.
وبقول صريح وبلسان صادق، وبعد أن دارت الرؤوس تبحث عن الحل الميؤوس للتعامل مع هذا الكاتب المهووس لكل ما يعادي قابوس، بشكل صريح وربما ثاني مرة أصارحكم بشيء، علينا أن نعي جيدا أننا فشلنا ونجح الآخرون، أننا خدعنا ولم يخدع الآخرون، أننا نكصنا على أعقابنا، بينما رقص أشقاؤنا على صدور الطغاة الملاعين معلنين انتصارهم الساحق وبداية مجد جديد وعهد شعبي قويم.
كنا أيها الناس نخدع أنفسنا منذ البداية بالسلطان ابن السلطان ابن السلاطين رب عمان العظيم.
خدعنا أنفسنا، الأب يخدع ابنه كل صباح: " الله يخلي السلطان"، والأم تغرد مع جاراتها كل مساء " الله يخلي ابن سعيد "، والإبن كل يوم ذي مدرسة: " ابشري قابوس جاء" والبنت كذلك : " فلتباركه السماء" . العالم : " قابوس أعلى شأن البلاد ونشر العدل والأمان"، والقاضي يشرك بالله في كل حكم : " بسم الله وبسم جلالة السلطان" والمعلم يلقي على الصبيان: " أيها الغلمان قابوس سلطان عمان تاج على رؤوسنا إلى آخر الزمان"، وفي وسط هذا الشذوذ الفكري والإنبطاح الثقافي غاب حضور الوطن المسمى عمان.
فهذه القدسية السلطانية والكفر بالحقيقة التي عاشها العمانيون ويعيشونها هو الذي هزمهم ويهزمهم كلما أرادوا للأمام أن يتقدموا فإذا بهم للوراء يتقهقروا، ثم الشك بالحقيقة والتخبط بين مرثيات المجد العماني الضائع أورد انتفاضة الشباب التهلكة، وآل بهم إلى الفرقة والتفرقة، فمنذ البداية كان الموقف مترددا خفي الملامح فبين قائل صريح لم يُصدّق: "أيها الشباب الثائرون والركب السائرون وبدوار الإصلاح محيطون إن السلطان هو من نصب الوزراء الساقطون ويرأس الوزراء اللاحقون هو رئيس الحكومة والمسؤول عن كل كبيرة وصغيرة فالذنب على الرئيس وليس المرؤوس، فليباردر بتعديل السيرة وتغيير المسيرة وإصلاح الدرب قبل استفحال الخطب، وبين قائل مدسوس وخطيب مغشوش: " لا أيها الناس إن السلطان يحب الشعب، والشعب يحب السلطان، السلطان يريد الخير والخير آت من قبل السلطان، السلطان لا يعلم بفساد الأتباع، والأتباع سيقالون بالمرسوم المشاع من قبل السلطان، السلطان مع الشعب ضد وزراءه والشعب مع السلطان ضد وزراءه" ، وهكذا خدع المترددون المقدسون للسلطان وأسكتوا ببعض الوظائف وفرقوا ببعض الأموال فانفض الجمع وآل الأمر إلى الفرقة  والهوان!
 ومن لا يزال مترددا وبهذا الكلام مشككا وللسلطان متوليا وبصلاحه مؤمنا، ولإصلاحه منتظرا، لمن صيّر كلامه قرآنا وأوامره إنجيلا ومراسيمه صحفا وزبورا، أقول إنك كافر بالشمس واسطة النهار، ومنكر لليل والناس نيام.
فلا أملك من فنون الخطاب ومن جوامع الكلام إلا أن أقول: أولم تكونوا تنتظروا الخير والإصلاح وأوامر سلطانكم بالسعد والرباح؛ فإذا به يسن قوانين القمع ويزج بالناس في السجون  ويصادر حريات النشر والصحافة، وقوانين تكرس الخنوع والطاعة، وتصادر الحرية وتحيي التبعية، أفبعد هذا الحديث تمارون وهذا الكلام تنكرون والسلطان توالون؟!
ما أراكم إلا في الريبة هائمون، وفي حديثكم تخرصون، فامكثوا على ما أنتم عليه بل واسرحوا مع البهائم والأنعام في البراري والقفار فما أنتم وهي إلا سواء بل فاقتكم بمراحل في الذكاء.
خلاصة الكلام:
أنصاف الثورات سترتد نكالا على الشعب، وستكون وبالا عليه، وسيسحق المثور عليه الثائرين، أما الثورات الكاملة فهي التي تضع مقاليد الأمور جميعها في أيد الثائرين، إنها تتبع علم الثورات وقوانينها الذي لا دخل للطغاة في كتابتها ورسمها، فقرروا أيها العمانيون هل ما زلتم تريدون نصف ثورة، أم إنكم ستراجعون نفوسكم وتكملوا النصف الآخر؟
وقد قالها  عبد الملك بن مروان يوما: أنصفونا يا معشر الرعية، تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر، ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعية أبي بكرٍ وعمر!، فنسأل الله أن يعين كلاً على كل.
فلو وجد عبدالملك من يثور عليه ويقوّم اعوجاجه لما قال هذا، لكن لم يجد فصدق بما قال، إنهم الرعية المتسببون في خراب بيوتهم إذ سكتوا على ظلمه وظلم حجّاجه اللعين.
خارج النص:
ويروى أن هذا الأموي كان الذباب يحوم حول فيه مثل أسراب طائرات إسرائيل في يوم الغفران وهي تحوم حول خط بارليف لا تلوي على شيء بسبب بطاريات الصواريخ السوفيتية.

Sunday, October 9, 2011

البغال والحمير .... وأشياء أخرى من ضمنها آل مكتوم

عبارات دلالية:حيوان حمار جحش بغل برذون حصان فرس جمل بعير ناقة بقرة .... وقنفذ أيضا في جحرما بين الحروف.
ورد في الأثر: لقي ابن أبي عتيق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها على بغلة. فقال: إلى أين يا أماه ؟ فقالت له: أصلح بين حيين تقاتلا، فقال: عزمت عليك إلا ما رجعت، فما غسلنا أيدينا من يوم الجمل حتى نرجع إلى يوم البغلة.



الحديث عن الحمير والبغال ومنظومة الدواب العربية أو المرتبطة والمقترنة بالثقافة العربية حديث ذو شجون، ومنذ مدة طويلة وأنا أرغب بتشريف كتاباتي بالحديث عن الحمير وبني عمومتها. حتى لاحت الفرصة فجأة هكذا مثلما تكون ليلة نائما وتحس بهواء ساخن متقطع يندفع باتجاه صدغك فتستيقظ لتنظر فإذا هو حمار يشتم رأسك لعله يجده صالحا للأكل.
هكذا فجأة خطرت الفكرة في رأسي – وهذا أمر خارق للعادة – فبينما كنت أستمع بالإكراه لإحدى تقليعات محمد بن راشد – مجازا شعر-  يلقيه علي زميلي الأقل حمقا مني قليلا، كنت في نفس الآن أطالع خبرعفى عليه الزمن في أرشيف إحدى الصحف – لا تصدر بالسلطنة طبعا- عن افتتاح محمد بن راشد لمضمار "ميدان" لسباق البغال وتسليمه صاحب البغل الفائز أثمن جائزة عرفتها الدواب منذ فجر تأريخها ومنذ انشقاق الحافريات عن الثدييات.
ولا أخفيكم أنه كان لوقعة الجحش أو الجمل الثانية في القاهرة دور بارز في إذكاء هذا الشعور العارم!
ولأني كما أخبرتكم كنت راغبا في الكتابة عن هذه الحيوانات المملؤة بها الثقافة والتراث العربيين، ولم أكن أعرف جيدا كيف يمكنني أن أدخل هذه الحيوانات الكريمة الأصيلة في موضوع عن حيوانات لا أصل ولا كرامة لها- أو بالأحرى لبعضها الآن-.
إذا لا يمكن أن أتحدث عنها هي فقط وخصوصاً كوني غير مختص بعلم الحيوان!
وكون أن الحضارة الإسلامية حافلة بذكر هذه الحيوانات في كل جوانبها الثقافية – في القرآن: سورة البقرة، سورة العاديات، الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة،..الخ من المواضع والتسميات والرموز، والشعراء العرب كانوا يخصصون جزءا من قصائدهم إن لم يكن جلّها في وصف خيولهم وجمالهم، وكثيرا منهم من استبدل النسيب وبكاء الديار والأطلال التي عفت بالتفصيل في وصف فرسه أو ناقته بل وحتى الحمر والبقر الوحشية، لذا  فقد أعطاني هذا دافعا ثالثا للغوص في الموضوع.
امرؤ القيس الكندي:
وَأَركَبُ في الرَوعِ خَيفانَةً**** كَسى وَجهَها سَعَفٌ مُنتَشِر
لَها حافِرٌ مِثلُ قَعبِ الوَليدِ****رُكِّبَ فيهِ وَظيفٌ عَجِز
لَها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقا****بِ سودٌ يَفينَ إِذا تَزبَئِر
وَساقانِ كَعباهُما أَصمَعانِ****لَحمُ حِماتَيهِما مُنبَتِر
لها عَجُز كصَفاة المسي****ل أبرز عنها حجاف مُضر
لها ذنب مثل ذيل العروس****تسد به فرجها من دُبُر
لها متنتان خظاتا كما****أكَب على ساعدِيه النمرِ
وسالفة كسُحوق الليا****ن أضرمَ فيها الغويُّ السُّعُر
لها غُدَر كقرون النسا****ء رُكّبن في يوم ريح وصرِ
وعين كعين بغيّ النسا****ء نجلاء اسفلُها منستر
لها جبهة كسراة المِجنّ****حذفه الصانع المقتدر
لها منخر كوِجار الضبا****ع منه تُريح إذا تنبهر
وعين لها حَدْرة بَدرة **** شقت مآقيهما من أخر
إذا أقبلت قلت دُباءة****من الخُضر مغموسة في الغُدُر
وان أدبرت قلت أُثفيَّة****ململمة ليس فيها أُثُر
وان أعرضت قلتُ سرعوفة****لها ذنب خلفها مُسبَطر
وللسوط فيها مجال كما****تنزلَ ذو بَرَدٍ منهمر
لها وَثبات كوثب الظِباءِ****فواد خِطاءٌ ووادٍ مُطِر
وتعدو كعدو نجاة الظِبا****ء أفزعها الحاذف المقتدر
وهذه القصيدة هي أعظم ما قاله شاعر عربي في وصف فرس.
 والجمال هي الأخرى قيل فيها الكثير، ولم يقصر الشعراء نظمهم عن الحمير والبغال والبراذين وحتى البقر والأنعام وخوف الإعراض عن الموضوع لأطلت وأسهبت وألصقت لكم الكثير هنا ولكن فلنوجز أفضل.
 وخلد اسم الجمل في واحدة من أوائل نكسات المسلمين الكبرى وهي معركة الجمل ويوم ذاك كان الجمل – جمل عائشة- محط ساحة الحرب ومركز جحيمها قتل تحته 20 ألف إنسان، حتى أضحى هودجها على ظهره كالقنفذ من كثرة السهام عليه، وكادت ضبة تفنى قاطبة دونه- الجمل- ولكن تدورك الأمر وعقر الجمل يومها وأنفضت القبائل عنه.
والعرب في كلامها اشتقت كثير من الكلمات والأفعال من "علم البعير" وليس أدل على ذلك من اشتقاق كلمة " العقل" وهو اسم لأعظم شيء قد يحضى به كائن بشري – غير عماني - من قول العرب –قديما- " عقلت الناقة" إذ منعتها من السير.
والجاحظ وهو واحد من أعظم المفكرين والعلماء المسلمين على الإطلاق ألف كتابا اسماه الحيوان أفاض فيه في الحديث عن البغال وسائر البهائم والحيوان.
بل إن بحرا شعريا لقب بحمار الشعراء كناية عن سهولة البناء فيه كسهولة ركوب الحمار ويسر ذلك.
بعد علمي بكل هذا كان لا بد إذا ما أردت الخوض في موضوع يخص الجحش وأقاربه أن أرتقي بفكري وأدبي ولساني إلى مستوى يرقى إلى وصف هذه الحيوانات ويقدر مكانتها.
ولأن رياحنا إذا هبت فعلينا باغتنامها لذا فقد أزفت المناسبة من أخبار القطر الخليجي المرتبك.
والمناسبة طبعا مرتبطة ببلاهة محمد بن راشد المذكور أعلاه وسخافة أتباعه ومقلديه من أمراء الإمارات – وبعد أن انتقل المرض إلى بقية بلدان الخليج – وحكام الخليج وشيوخه السياسيين.
صدقوني أنني الغبي الأحمق العديم الوزن والفائدة أشعر بالخجل والإحراج أمام العالم وهم يشاهدون ويسمعون أو يقرأون هذه الترهات البغلانية من سباقات تحمل إلى سباقات قفز إلى سباقات جَمَال إلى سباقات أكبر ضرع ناقة إلى...... وخصوصا ما ظهر مؤخرا من سباقات التحدي وانتشارها ومباهاة كل أمير بترول للآخر بثمن جائزته لأصحاب البغال الفائزة.
ولكن يبدو أن هناك ارتباط ما بين طريقة التفكير العربية وبين هذه الحيوانات الودودة، لا أدري كنهه حقيقة!
قيل لمجنون بصري: عد لنا مجانين البصرة. فقال: كلفتموني شططاً، أنا على عد عقلائهم أقدر. ومن أين عساه يجد هذا المجنون العاقل عقلاء ليعدهم لو عاش في هذا الزمان وسئل أن يعد مجانين البترول؟!!
قبل فترة قامت اليونيسيف مناصفة مع منظمات حقوق الإنسان والطفل بشكل خاص بإجبار حكام البترول ومنعهم من تنظيم سباقات البعران التي يمتطيها الأطفال الصغار، والأزمة تداعت كثيرا بعد حملة مكثفة ضد أنشط أصحاب البغال والبعران في الخليج وهو محمد بن راشد حيث اتهمه العشرات باختطاف الأطفال الرضع من أمهاتهم ليصبحوا فرسان وجمّالين في اليوم التالي ورفعوا ضده قضية في إحدى المحاكم الأمريكية!
المهم تم منع ركوب الأطفال للجمال واستبدلوا بأجهزة آلية توضع على ظهور الجمال في الخليج بأكمله.
كان الأمر قد بدأ بالتدرج لأن الموضوع تحول من منافسة ورياضة إلى سباق استحواذ على المال وشيئ آخر هكذا أراده حكام البترول وهذا الشيء الأخير لسان حال المعنيين به يقول:" قل لي أين بعيرك أقل لك من تكون".
وظهرت أيضا في ارتخاء – وفي رواية انحطاط- آخر مسابقات جمال الخيول ومزاين الجمال وغيرها، وهذا يعني وبكل تأكيد أن هؤلاء الأمراء والسلاطين والملوك يريدون الوصول إلى المجد والشهرة عبر هذه الحيوانات الوديعة مستغلين قدراتها وجمالها ومهاراتها المتنوعة. وهم معذورون من جهة ما؛ فالذي يتمعن في مستواهم العقلي والأدبي والأخلاقي يتفهم هذا الإتجاه فيعرف أنهم يتمترسون بهذا المجد لأنهم عدموا كل الوسائل الإعتيادية والطبيعية للشهرة والمجد رغم كونهم حكام وأصحاب ثروات فباتوا يرومون المجد بالتسلق على ظهور بغالهم.
عشرات الملايين من الدولارات سنويا يصرفها حكام الخليج على هذه المسابقات وفعالياتها المتعلقة والمرتبطة بها.
وهو مبلغ غير دقيق تماما بسبب كثرة هذه الفعاليات ومناشطها وما يتعلق بها حتى صعب إحصائها. ويدخل ضمن هذه المبالغ كل تلك الأموال التي تصرف على إنشاء ميادين السباقات وحلبات المنافسة، في نفس الوقت الذي يتمنى فيه آلاف العرب في الخليج أن تنعم قراهم بشوارع معبدة فحق لهم أن يحسدوا الخيول والجمال على حلبات وميادين سباقها الراقية الفخمة.
لم تكن تطمح هذه الحيوانات الرائعة أن تحصل على رعاية واهتمام مثل هذا عبر تأريخها كله حتى فاقت هذه الرعاية والإهتمام ما توليه الحكومات الخليجية شعوبها " البشر" . وهذا طبعا حسدا مني أنا "البشري"- وبني آدم حساد لبعضهم فكيف لغيرهم-؟  للمكانة التي رقيت إليها هذه الحيوانات.
ومن الدلائل الأخرى على علو منزلة ومكانة هذه الحيوانات حديثا عند العرب والبتروليين منهم خصوصا تلك الحادثة الغريبة عندما بدأ يشتم حصان أحد الأمراء فرس أمير من إمارة أخرى ويطاردها غصبا عن فارسه الذي لم يستطع كبح جماحه كليا حتى أراد أن يعلوها وعلى ظهرها فارسها الأمير الآخر، مما اعتبره هذا الأخير إهانة لا تغتفر وإعلان حرب من نوع خاص، فنشأت على إثرها أزمة سياسية على كافة الأصعدة ولولا كون صاحب الحصان أمير صغير من إمارة صغيرة ولولا أنه سارع وبقية عائلته للإعتذار على محاولة الحصان ...... لحدث مالا يحمد عقباه، وربما كانت قامت حرب برذونية عابرة للإمارات.
وبالأمس القريب وعندما عجزت مدرعات مبارك الرئيس المصري المخلوع عن التصدي للثوار ودحرهم لم يجد بتفكيره الفذ أفضل من اللجؤ إلى الجمال.
 فكانت وقعة الجحش التأريخية والتي سيخلدها التأريخ على أنها من مظاهر تطور العرب في الصناعات الحربية الثقيلة، يومها انطلقت جموع البلطجية على ظهور الجمال من الجيزة والهرم إلى قلب القاهرة للتصادم مع ثوار التحرير.
 فمن هذا الذي يزعم بعد كل هذا أن هذه الحيوانات غير مكرمة مشرفة مثلما كان أجدادها في ماض العرب القديم؟ ومن ذا الذي ينكر – غيري أنا الحسود- أن هذا الإهتمام والرعاية بالفروسية والبعورية والحمورية والبرذونية والبغولية لا ينشيء أجيالا وفتيانا  فرسانا ومحاربين أشداء كما قال العبسي عنترة:
خُلِقتُ مِنَ الحَديدِ أَشَدَّ قَلباً       وَقَد بَلِيَ الحَديدُ وَما بَليتُ
وَإِنّي قَد شَرِبتُ دَمَ الأَعادي       بِأَقحافِ الرُؤوسِ وَما رَويتُ
وَفي الحَربِ العَوانِ وُلِدتُ طِفلاً       وَمِن لَبَنِ المَعامِعِ قَد سُقيتُ

نسخة إلى حضرة السيد رئيس حزب الجحش في العراق العظيم....سابقا.